| نزار قباني شاعر المرأة والوطن | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: نزار قباني شاعر المرأة والوطن السبت يناير 12, 2008 3:39 am | |
| نزار توفيق قباني ,تاريخ الميلاد 21 مارس 1923 في حي مئذنة الشحم ..أحد أحياء دمشق القديمة . حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 . عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين . وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 . تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء ,توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها .. ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج . وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً . توفي في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1998 .
مقتطفات من قصائد نزار قباني
1 الحب يا حبيبتي قصيدة جميلة مكتوبة على القمر الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر . . الحب منقوش على ريش العصافير ، وحبات المطر لكن أي امرأة في بلدي إذا أحبت رجلا ترمى بخمسين حجر
2 ذات العينين السوداوين ذات العينين الصاحيتين الممطرتين لا أطلب أبدا من ربي إلا شيئين أن يحفظ هاتين العينين ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعرا في هاتين الؤلؤتين
3 لأن كلام القواميس مات لأن كلام المكاتيب مات لأن كلام الروايات مات أريد اكتشاف طريقة عشق أحبك فيها .. بلا كلمات
4 محفورة أنت على وجه يدي كأٍسطر كوفية على جدار مسجد محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي وفي ذراع المقعد وكلما حاولت أن تبتعدي دقيقة واحدة أراك في جوف يدي
5 .. تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن. تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن. تخرج من قمصاننا مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل. عصفورة مائية تدعى الوطن. أريد أن أراك يا سيدتي.. لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن.. أريد أن أهتف إليك يا سيدتي لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن. أريد أن أمارس الحب على طريقتي لكنني أخجل من حماقتي أمام أحزان الوطن. | |
|
| |
سوداني مشرف منتدي الموسيقي والفنون
المشاركات : 124 تاريخ التسجيل : 14/12/2007 الاقامة : بلادك حلوة ارجع ليها العمر : 53 نقاط : 61880 السٌّمعَة : 0 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن السبت يناير 12, 2008 5:35 am | |
| أحبــــــــك وأقفل القــــوس
أنت اللغة التي
يتغير عدد أحرفها ، كل يوم . وتتغير جذورها . . ومشتقاتها . . وطريقة اعرابها . . كل يوم . . .
أنت الكتابة السريه
التي لا يعرفها
الا الراسخون في العشق . . أنت الكلام الذي يغير في كل لحظة
كلامه . . .
كل نهار ، أتعلمك عن ظهر قلب . أتعلم خرائط أنوثتك . . وسيراميك خضرك . . وموسيقى يديك . __________________ نزار قباني شا عر المراة
اجاد وصفها ومدحها وحبها
وكتب فيها اجمل ما قرات
نعم الاختيار اختي بنت الشاطي علي هذا التذوق والانتقاء الجيد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
في الاعلي موقع لاشعار نزار قباني
وهنا اغاني من اشعار نزار قباني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
| |
ضرغام مشرف المنتدي العام
المشاركات : 140 تاريخ التسجيل : 08/12/2007 العمر : 49 نقاط : 61940 السٌّمعَة : 0 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن السبت يناير 12, 2008 8:30 am | |
| مشكوريين بنت الشاطئ وسوداني
على هذه المعلومات الجميلة عن هذا الشاعر الرمز
نزار شاعر من طراز نادر ولن تنجب أمهات العرب مثله ثانية
فعلاً هو شاعر المرأة والجمال والوطن
في إنتظار جديدكم
لكم مني كل الود | |
|
| |
Sabercom المشـرف على المنتدي
المشاركات : 261 تاريخ التسجيل : 01/12/2007 العمر : 54 نقاط : 62091 السٌّمعَة : 0 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن السبت يناير 12, 2008 8:47 am | |
| بنت الشاطي..سودانى مشكورين لاختياركم لهذا الشاعر الذي تربع على عرش الشعر العربي لفترة من الزمن ونزار قباني سحر الجميع بأسلوبة البديع فى اختيار كلماتة الشعرية..وكتب عن المراة كما لم يكتب من قبل. تغني العالم العربي كلة بقارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء لزمن طويل وهذا كاظم الساهر يبهرنا بروائعة وكائنها لم تسمع من قبل.. لكم التحية | |
|
| |
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن الأحد يناير 13, 2008 1:44 am | |
| مشكورين علي المرور والمشاركات الرائعة
ســــــــــــــوداني
ضـــــــــــــــرغام
Sabercom | |
|
| |
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن الأحد يناير 13, 2008 2:02 am | |
| ومن اجمل قصائده
أنا مع الإرهاب وهذة مقتطفات منها
متهمون نحن بالارهاب ... ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ... والقصيدة العصماء ... وزرقة السماء ... عن وطن لم يبق في أرجائه ... ماء ... ولاهواء ... لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ... أو قهوة سوداء ... متهمون نحن بالارهاب ...
* * * اذا كتبنا عن بقايا وطن ... مخلع .. مفكك مهترئ أشلاؤه تناثرت أشلاء ... عن وطن يبحث عن عنوانه ... وأمة ليس لها أسماء ! عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى سوى قصائد الخنساء !! عن وطن لم يبق فى افاقه حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء .. عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة أو نسمع الأنباء ... عن وطن كل العصافير به ممنوعة دوما من الغناء ... عن وطن ... كتابه تعودوا أن يكتبوا ... من شدة الرعب .. على الهواء !! * * * أنا مع الإرهاب مادام هذا العـالم الجديد يكــــره في أعمـاقه رائحــة الأعــراب أنا مع الإرهاب مادام هذا العالم الجديد يريد ذبح أطفالي ويرميهم للكلاب من أجل هذا كله أرفــــع صوتـي عاليا أنا مع الإرهاب أنا مع الإرهاب أنا مع الإرهاب | |
|
| |
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن الأحد يناير 13, 2008 3:14 am | |
| هذه مرثيته علي ابنه
**إلى الأمير الدمشقي توفيق قباني **
مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات.. ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات فكيف يغني المغني؟ وقد ملأ الدمع كل الدواه.. وماذا سأكتب يا بني؟ وموتك ألغى جميع اللغات.. * * * لأي سماء نمد يدينا؟ ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا.. يهاجمنا الموت من كل صوب.. ويقطعنا مثل صفصافتين فأذكر، حين أراك، عليا وتذكر حين تراني ، الحسين * * * أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري كمئذنة كسرت قطعتين.. وشعرك حقل من القمح تحت المطر.. ورأسك في راحتي وردة دمشقية .. وبقايا قمر أواجه موتك وحدي.. وأجمع كل ثيابك وحدي وألثم قمصانك العاطرات.. ورسمك فوق جواز السفر وأصرخ مثل المجانين وحدي وكل الوجوه أمامي نحاس وكل العيون أمامي حجر فكيف أقاوم سيف الزمان؟ وسيفي انكسر.. * * * سأخبركم عن أميري الجميل سأخبركم عن أميري الجميل عن الكان مثل المرايا نقاء، ومثل السنابل طولا.. ومثل النخيل.. وكان صديق الخراف الصغيرة، كان صديق العصافير كان صديق الهديل.. سأخبركم عن بنفسج عينيه.. هل تعرفون زجاج الكنائس؟ هل تعرفون دموع الثريات حين تسيل.. وهل تعرفون نوافير روما؟ وحزن المراكب قبل الرحيل سأخبركم عنه.. كان كيوسف حسنا.. وكنت أخاف عليه من الذئب كنت أخاف على شعره الذهبي الطويل ... وأمس أتوا يحملون قميص حبيبي وقد صبغته دماء الأصيل فما حيلتي يا قصيدة عمري؟ إذا كنت أنت جميلا.. وحظي جميلا.. * * * لماذا الجرائد تغتالني؟ وتشنقني كل يوم بحبل طويل من الذكريات أحاول أن لا أصدق موتك، كل التقارير كذب، وكل كلام الأطباء كذب. وكل الأكاليل فوق ضريحك كذب.. وكل المدامع والحشرجات.. أحاول أن لا أصدق أن الأمير الخرافي توفيق مات.. وأن الجبين المسافر بين الكواكب مات.. وأن الذي كان يقطف من شجر الشمس مات.. وأن الذي كان يخزن ماء البحار بعينيه مات.. فموتك يا ولدي نكتة .. وقد يصبح الموت أقسى النكات * * * أحاول أن لا أصدق . ها أنت تعبر جسر الزمالك، ها أنت تدخل كالرمح نادي الجزيرة، تلقي على الأصدقاء التحيه، تمرق مثل الشعاع السماوي بين السحاب وبين المطر.. وها هي شفتك القاهرية، هذا سريرك، هذا مكان جلوسك، ها هي لوحاتك الرائعات.. وأنت أمامي بدشداشة القطن، تصنع شاي الصباح، وتسقي الزهور على الشرفات.. أحاول أن لا أصدق عيني.. هنا كتب الطب ما زال فيها بقية أنفاسك الطيبات وها هو ثوب الطبيب المعلق يحلم بالمجد والأمنيات فيا نخلة العمر .. كيف أصدق أنك ترحل كالأغنيات وأن شهادتك الجامعية يوما .. ستصبح صك الوفاه!! * * * أتوفيق.. لو كان للموت طفل، لأدرك ما هو موت البنين ولو كان للموت عقل.. سألناه كيف يفسر موت البلابل والياسمين ولو كان للموت قلب .. تردد في ذبح أولادنا الطيبين. أتوفيق يا ملكي الملامح.. يا قمري الجبين.. صديقات بيروت منتظرات.. رجوعك يا سيد العشق والعاشقين.. فكيف سأكسر أحلامهن؟ وأغرقهن ببحر الذهول وماذا أقول لهن حبيبات عمرك، ماذا أقول؟ * * * أتوفيق .. إن جسور الزمالك ترقب كل صباح خطاك وإن الحمام الدمشقي يحمل تحت جناحيه دفء هواك فيا قرة العين .. كيف وجدت الحياة هناك؟ فهل ستفكر فينا قليلا؟ وترجع في آخر الصيف حتى نراك.. أتوفيق .. إني جبان أمام رثائك.. فارحم أباك... | |
|
| |
ولد مدنى مشرف منتدي الحاسوب
المشاركات : 731 تاريخ التسجيل : 14/01/2008 الاقامة : فى قلوب كل الاحبـــــــه العمر : 39 نقاط : 61573 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن السبت يناير 19, 2008 9:10 am | |
| رووووووووووووووووووعه والله مشكوره بنت الشاطئ | |
|
| |
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن الأحد مارس 23, 2008 12:33 am | |
| هذة القصيدة التي يبكي فيها بلقيس زوجته
شُكراً لكم .. شُكراً لكم . . فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ وقصيدتي اغْتِيلتْ .. وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ .. - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟ بلقيسُ ... كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ بلقيسُ .. كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ كانتْ إذا تمشي .. ترافقُها طواويسٌ .. وتتبعُها أيائِلْ .. بلقيسُ .. يا وَجَعِي .. ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ هل يا تُرى .. من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟ يا نَيْنَوَى الخضراءَ .. يا غجريَّتي الشقراءَ .. يا أمواجَ دجلةَ . . تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا أحلى الخلاخِلْ .. قتلوكِ يا بلقيسُ .. أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ .. تلكَ التي تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟ أين السَّمَوْأَلُ ؟ والمُهَلْهَلُ ؟ والغطاريفُ الأوائِلْ ؟ فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ .. وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ .. وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ .. قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما .. تأوي ملايينُ الكواكبْ .. سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟ أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟. بلقيسُ لا تتغيَّبِي عنّي فإنَّ الشمسَ بعدكِ لا تُضيءُ على السواحِلْ . . سأقول في التحقيق : إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ وأقول في التحقيق : إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ .. وأقولُ : إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ .. فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ .. كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ .. ما بين الحدائقِ والمزابلْ بلقيسُ .. أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ .. والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ .. سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ .. يا أعظمَ المَلِكَاتِ .. يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ بلقيسُ .. يا عصفورتي الأحلى .. ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا .. وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا .. وفي مفتاح شِقَّتِنَا .. وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا .. وفي وَرَقِ الجرائدِ .. والحروفِ الأبجديَّةْ ... ها نحنُ .. يا بلقيسُ .. ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ .. ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ .. والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ .. ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ .. حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا .. صارَ القضيَّةْ .. هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟ فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ كانتْ مزيجاً رائِعَاً بين القَطِيفَةِ والرخامْ .. كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا ينامُ ولا ينامْ .. بلقيسُ .. يا عِطْرَاً بذاكرتي .. ويا قبراً يسافرُ في الغمام .. قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ .. بلقيسُ .. ليستْ هذهِ مرثيَّةً لكنْ .. على العَرَبِ السلامْ بلقيسُ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. والبيتُ الصغيرُ .. يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ ولا تروي فُضُولْ .. بلقيسُ .. مذبوحونَ حتى العَظْم .. والأولادُ لا يدرونَ ما يجري .. ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟ هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟ هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟ هل تأتينَ باسمةً .. وناضرةً .. ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟ بلقيسُ .. إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ .. ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً .. وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً .. بينَ المرايا والستائرْ حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها لم تنطفئْ .. ودخانُهَا ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ بلقيسُ .. مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ .. والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ بلقيسُ .. كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي .. وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ .. يا زوجتي .. وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني .. قد كنتِ عصفوري الجميلَ .. فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟.. بلقيسُ .. هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ .. والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ .. فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟ ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا .. وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟ بلقيسُ .. إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي .. وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها وبيروتُ التي عَشقَتْكِ .. تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها .. وأطفأتِ القَمَرْ .. بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ .. فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا .. بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟ بلقيسُ .. كيفَ تركتِنا في الريح .. نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟ وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ كريشةٍ تحتَ المَطَرْ .. أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟ وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ) بلقيسُ .. يا كَنْزَاً خُرَافيّاً .. ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً .. وغابَةَ خَيْزُرَانْ .. يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً .. مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟ بلقيسُ .. أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ .. والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ .. ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ .. ضاقَ بنا المكانْ .. بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ .. فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ .. بلقيسُ .. تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا .. وتجلُدني الدقائقُ والثواني .. فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ .. تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ .. على الستائرِ .. والمقاعدِ .. والأوَاني .. ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ .. من الخواتم تطْلَعِينَ .. من القصيدة تطْلَعِينَ .. من الشُّمُوعِ .. من الكُؤُوسِ .. من النبيذ الأُرْجُواني .. بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ .. في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ .. وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ .. فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ .. هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ .. هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ .. وتدخُلينَ على الضيوفِ .. كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني .. بلقيسُ .. أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟ والوَلاّعةُ الزرقاءُ .. أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟ أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً .. فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ .. تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها .. فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا .. هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟ بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي .. وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ .. وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ... بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟ إنَ الكلامَ فضيحتي .. ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا .. عن نجمةٍ سَقَطَتْ .. وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا .. ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ .. إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ أم قَبْرَ العُرُوبَةْ .. بلقيسُ : يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ .. ويا زُرَافَةَ كبرياءْ بلقيسُ : إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ .. ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ .. ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ .. ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ .. فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟ فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً بين أعناقِ الرجالِ .. وبين أعناقِ النساءْ .. بلقيسُ : إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ .. وتنتهي في كَرْبَلاءْ .. لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ .. وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ .. ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ... البحرُ في بيروتَ .. بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ .. والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا .. ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ الحُزْنُ يا بلقيسُ .. يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ .. الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ .. وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ .. لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ .. السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي وخاصِرَةِ العبارَةْ .. كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ .. بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى .. فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟ أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ .. أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ .. بلقيسُ : يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ .. الآنَ ترتفعُ الستارَةْ .. الآنَ ترتفعُ الستارِةْ .. سَأَقُولُ في التحقيقِ .. إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ .. والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ .. وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي .. ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ .. وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ .. وتَقْوَانَا قَذَارَةْ .. وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ وأنْ لا فَرْقَ .. ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !! سَأَقُولُ في التحقيق : إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ وأقُولُ : إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ .. وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ .. حتّى العيونُ الخُضْرُ .. يأكُلُهَا العَرَبْ حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ .. حتّى النجومُ تخافُ من وطني .. ولا أدري السَّبَبْ .. حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني .. و لا أدري السَّبَبْ .. حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ .. وجميعُ أشياء الجمالِ .. جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ .. لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ يا بلقيسُ ، لُؤْلُؤَةً كريمَةْ فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟ بلقيسُ .. يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني من كُلِّ تاريخي خَجُولْ هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ .. هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ .. مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ .. يا بلقيسُ .. يا أَحْلَى وَطَنْ .. لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ .. لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ .. ما زلتُ أدفعُ من دمي .. أعلى جَزَاءْ .. كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً .. مثلَ أوراق الشتاءْ هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟ وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟ أم أنّني وحدي الذي عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟ سَأقُولُ في التحقيق : كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ .. يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ .. ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ .. ويَعْتَدُونَ على النساءِ .. كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ .. كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ .. ويأكُلُونَ .. ويَسْكَرُونَ .. على حسابِ أبي لَهَبْ .. لا قَمْحَةٌ في الأرض .. تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً .. فِراشَ أبي لَهَبْ !!... لا سِجْنَ يُفْتَحُ .. دونَ رأي أبي لَهَبْ .. لا رأسَ يُقْطَعُ دونَ أَمْر أبي لَهَبْ .. سَأقُولُ في التحقيق : كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا وخاتَمَ عُرْسِهَا .. وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي يجري كأنهارِ الذَّهَبْ .. سَأَقُولُ في التحقيق : كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ .. سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا .. وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا .. فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ هل مَوْتُ بلقيسٍ ... هو النَّصْرُ الوحيدُ بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟... بلقيسُ .. يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ .. الأنبياءُ الكاذبُونَ .. يُقَرْفِصُونَ .. ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ ولا رِسَالَةْ .. لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا .. من فلسطينَ الحزينةِ .. نَجْمَةً .. أو بُرْتُقَالَةْ .. لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا .. من شواطئ غَزَّةٍ حَجَرَاً صغيراً أو محَاَرَةْ .. لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا .. زيتونةً .. أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ .. يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ .. لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً ليغتالُوا غَزَالَةْ !!... ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ .. في هذا الزَمَانِ ؟ ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟ في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ .. المَجُوسيِّ .. الجَبَان والعالمُ العربيُّ مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ .. ومَقْطُوعُ اللسانِ .. نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟ أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي .. أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي .. أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ .. والطُّفُولَةَ .. والأماني بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ .. عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ قد قَتَلُوا حِصَاني بلقيسُ : أسألكِ السماحَ ، فربَّما كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي .. إنّي لأعرفُ جَيّداً .. أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!! نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ .. والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ .. تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ .. وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ... وسيعرفُ الأعرابُ يوماً .. أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ .. قَتَلُوا الرسُولَةْ .. | |
|
| |
بنت الشاطئ مشرفة منتدي الاصدقاء والمرأة
المشاركات : 755 تاريخ التسجيل : 16/12/2007 الاقامة : وطن الجدود العمر : 42 نقاط : 61863 السٌّمعَة : 1 نشاط العضو :
| موضوع: رد: نزار قباني شاعر المرأة والوطن الأحد مارس 23, 2008 12:45 am | |
| قرص الأسبرين
ليسَ هذا وطني الكبير لا.. ليسَ هذا الوطنُ المربّعُ الخاناتِ كالشطرنجِ.. والقابعُ مثلَ نملةٍ في أسفلِ الخريطة.. هوَ الذي قالّ لنا مدرّسُ التاريخِ في شبابنا بأنهُ موطننا الكبير. لا.. ليسَ هذا الوطنُ المصنوعُ من عشرينَ كانتوناً.. ومن عشرينَ دكاناً.. ومن عشرينَ صرّافاً.. وحلاقاً.. وشرطياً.. وطبّالاً.. وراقصةً.. يسمّى وطني الكبير.. لا.. ليسَ هذا الوطنُ السّاديُّ.. والفاشيُّ والشحّاذُ.. والنفطيُّ والفنّانُ.. والأميُّ والثوريُّ.. والرجعيُّ والصّوفيُّ.. والجنسيُّ والشيطانُ.. والنبيُّ والفقيهُ، والحكيمُ، والإمام هوَ الذي كانَ لنا في سالفِ الأيّام حديقةَ الأحلام.. لا... ليسَ هذا الجسدُ المصلوبُ فوقَ حائطِ الأحزانِ كالمسيح لا... ليسَ هذا الوطنُ الممسوخُ كالصرصار، والضيّقُ كالضريح.. لا.. ليسَ هذا وطني الكبير لا... ليسَ هذا الأبلهُ المعاقُ.. والمرقّعُ الثيابِ، والمجذوبُ، والمغلوبُ.. والمشغولُ في النحوِ وفي الصرفِ.. وفي قراءةِ الفنجانِ والتبصيرِ.. لا... ليسَ هذا وطني الكبير لا... ليسَ هذا الوطنُ المنكَّسُ الأعلامِ.. والغارقُ في مستنقعِ الكلامِ، والحافي على سطحٍ من الكبريتِ والقصدير لا... ليسَ هذا الرجلُ المنقولُ في سيّارةِ الإسعافِ، والمحفوظُ في ثلّاجةِ الأمواتِ، والمعطّلُ الإحساسِ والضمير لا... ليسَ هذا وطني الكبير لا.. ليسَ هذا الرجلُ المقهورُ.. والمكسورُ.. والمذعورُ كالفأرةِ.. والباحثُ في زجاجةِ الكحولِ عن مصير لا... ليسَ هذا وطني الكبير.. يا وطني: يا أيّها الضائعُ في الزمانِ والمكانِ، والباحثُ في منازلِ العُربان.. عن سقفٍ، وعن سرير لقد كبرنا.. واكتشفنا لعبةَ التزوير فالوطنُ المن أجلهِ ماتَ صلاحُ الدين يأكلهُ الجائعُ في سهولة كعلبةِ السردين.. والوطنُ المن أجلهِ قد غنّت الخيولُ في حطّين يبلعهُ الإنسانُ في سهولةٍ.. كقُرص أسبرين!!.. | |
|
| |
| نزار قباني شاعر المرأة والوطن | |
|