انة عليك
كُنَّا تلاتة ...
سطور القدر البينا بترسم قصة
ومراكب أحلامنا ما معروف وين ترسى
وقبل أيامنا تقول الكلمة ... كُنَّا بنحلم
واحد بحلم بي جنة شوق ودعاشا يرفرف
يغسل كل معاني التعب الفينا ويرسم لمحة
بين الرشرش وبين الحاجب الراسمو الريد
يمسح كل غبار اليأس القاتم وراسم لوحة
في أفعالو وفي كلماتو
بتلمح همس شموس الشجن الباقي
إنو بيحلم كونو يطمئن ريد القلب الباكي
يفتل حبل الوصل البين أشواقو
وبين نظرات اليوم الجاي
كان بيطمِّن في إحساسو
وكان بيهدهد في أنَّاتو
كان في عيونو ربيع الدنيا
كان مسكون بي فرحاً بكري
وكان بيغني
كان بيغني غناوي الفأل لي بكرة
كان مليان .... مليان لي حد التخمة
أما التاني :
كان مسكون بي حلماً واسع
ما بتنازل عنو ولا بنساهو
إنو فواصل الناس تتلاشى
إنو يكون بيناتا معزَّة ... وأحلام عزَّة
إنو قلوبها تصافح شمس أحلامها
إنو عيونها تكلم بي أشواقها
إنو البسمة ترف تخطب ود الناس
إنو الضحكة الزفة الجاية عروس
ويكون الشوق مرسال
كان في صدرو بيحمل قلباً أخضر
فرعو مبتق مالي الساحة
كان في كلامو تحس بي راحة
كانت يدو ندية وسنو ضحوكة
كان كلماتو عفيفة ووشو صبوح
كان ضحكاتو تغوص في نفسك
تديك إحساس بالألفة
أما التالت :
كان في عيونو سكون البادية
وطيبة سلف الخير الزارع وراجي حصاد
كان خطواتو رزينة ...
زي ما تقول بيراعي إحساس الأرض
كان في كلامو ....
شجن الهمس الما بتحمل بوح الكلمة
كان الصمت رفيقو وبسكن بين كلماتو
كان بيراعي إحساس الناس قبل إحساسو
كان بيقضي حوائج أصحابو قبل حوايجو
كان البسمة تطفر من شفتينو ...
مع أوَّل نغمات ضحكات طفلة
وكان بيغني ...
دفء الصوت في غناهو يحدِّث
ويملأ عيونا دموع محبوسة
وحديثو كمان مرات بيبكي ... ويبكي معانا
كان بيغيب مرات ولمن يتلقانا ...
يفرد ضرعات الشوق ميدان
وكان نتسابق لي أحضانو
وكان الآخر بيلقى نفس إحساس الأول
وكان في غيابو نحس بي شوق الأرض...
الأرض الناشفة وراجية خريفاً ماهل
ولمن نسأل : وين بتغيب ؟!
كان يفرد أصبع بين الشفتين ...
ويجمع ما بين بسمة وصرة عين
ويقول : الدنيا مدار الهمسة
وبكرة الهمسة بتصبح صرخة
وإنو الصرخة بتخرب فعل الخير
بنقول : الخير لي بكرة ؟!
كان بيقول : حتى اليمنى ...
ما حا تعرف إيه الحاصل من اليسرى
وكُنَّا بنسكت وبين أضلاعنا أمان الكلمة .
كُنَّا تلاتة ...
بينا الحب والشوق والإلفة ...
زي نضم الخيط بين حبات السبحة
وكان بيناتنا بِنيَّة ...
لون القمح الأصفر لونا
كان تقسيم كلماتها تقول أنغام
كانت طيبة ...
طيبة تكفي جيوش متحاربة ...
وتزرع بينها سلام
لون أسنانها... ولون أفعالها
ولون الخافق بين أضلاعها
لون لوز القطن الفتح دابو وراجي حصاد
كان البسمة البين شفتيها تقول الشهد
نغم الضحكة لمَّا تطفر من شفتيها
خرير الساقية ساعة الهجسة في نص الليل
جمال أوصافها ...
وطهر عفافها ... في أروع روح
كان في عيونها عطاء الأرض البكري الزارا النيل
وخلَّف فيها خصوبة الطين وبذر الخير
عطر أنفاسها ... دُعاش المطرة الضحوي
وريحة بسمة فال
كُنَّا نحب النظرة الرائعة الفي عينيها
كُنَّا تلاتة ...وبينا بنيَّة ... وواحد رابع
كان الرابع طينة براهو وما بشبهنا
جسمو متين ووشو وسيم
ورايو مشكَّل حسب الحاجة
وما بعرف إلا الدايرو
كان لعَّان يلعن طوب الأرض الجنبو
ودائماً عاقد حاجبو لما الوش ...
إتشكل زي ما تقول غضبان
كان بيحاول يكون رابعنا ونحن أبينا
وأوَّل يوم نسمع من شفتينو الضحكة
لمن حجراً غادر شقَّ جبين البِتْ
البِتْ اللون القمح الأصفر لونها
كان الدم والدمع المالي وجيها
وكان الغيظ المالي قلوبنا
وكان ضحكاتو تمزق سحر الصمت الجمَّع بينا
وإنو الحدث الشقَّ جبين البِتْ
البت اللون القمح الأصفر لونها
زاد الحن والحب العامر جوة قلوبنا
كُنَّا نخافو ... وكان بيخافنا
كان بيخاف الألفة البينا ...
وحبل الوصل المدَّ جسورو وصنع الحب
كان بيخافنا جماعة ويخاف الحب الظلل بينا
كُنَّا نخاف الحاجة الغامضة التظهر ...
في عينيهو لمن يغضب
كُنَّا نخاف الحقد البظهر في كلماتو
كان يكرهنا وكان في قلوبنا الشفقة عليهو
كُنَّا تلاتة وبينا معزَّة
ونحمل فيض الحب للبت الإسمها عزَّة
ولون القمح الأصفر لونا
كان الأول ... بيشوف التاني الأجدر
وكان التاني ... بيشوف التالت أفضل
وكان التالت ... بيشوف الأول أعزَّ
وكلنا نحمل فيض لحب للبت الإسمها عزَّة
وكان البت بتحب التالت فينا وما بتتكلم
ودارت بينا الدنيا ... واتفرقنا
ومرت بينا سنين وسنين ... واتقابلنا
إتقابلنا غبار الزمن الأغبر فينا
وغربة غريبة اتنسجت في لمحاتنا
حالنا أتغير وأتغيرنا
أما الأول :
فوق لهجير الصيف ...
في عز برد أمشير ...
تحت سياط المطرة ...
في عينيهو النظرة الزائغة ...الخوف والرهبة
وفوق لعضام الجسد الضاوي ملابسو
ملابس بالية ... كمان متسخة
أضافرو الطالت ... شعرو مبرم
يقعد يكورك :"يمة أقيفي ... ويابا أخوي
ويلعن يوم الخلَّى أخوي يبيعني
ويشرب تمني ويلعن زمني ويلعن يوماً جابني "
أما التاني :
كان مكسور ...
كان لمحات الذل الفي عينيهو ...
نظرو مثبت بين أقدامو
ضهرو المحني من حملاً شايلو
حمل أخوانو ... أبوه وأمه
ومرتو الحامل ... كوم أولادو
وذل الحاجة الكسر العِزَّة الفيهو
كان بعرف الصاح ويقدر يقولو
كان بيعرف الشين ويكره زولو
إلا لسانو اتلجم وبصرو إتغضَّ
من خوف الكلمة الصاح ...
تقطع حبل العيش ويضيع أولادو
أما التالت:
كان مسجون بي أمر الوالي
كان التهمة إنو بحاول يزيل طبقات الناس
إنو بيعمل ضد السلطة
إنو بوزع ثروات البلد الضايعة على أولادا
وقال الوالي : تهمته إنو بلم أطفال الحلة
ويزرع فيهم قولة "لا" للسلطة
إنو بينسف استقرار الحي
وكونو يوري الصاح للجاهل أكبر غلطة
إنو كتير إتحذر ورافض يسمع
وفجأة .. في نص الليل ...
جات عربية البوكس أم عشرة
وتلب منها عشرة رجال ..فِتْ..فِتْ..فِتت فِتْ
كسروا الباب وساقو التالت
رموه بقوة على صندوق البوكس
كتفوا أيدو وكمموا خشمو وغطوا عيونو
ناس الحلة ... رجال الحي ... كل الشفع والحروم
كان ماخداها الشفقة عليهو
وما في إيدا غير الفرجة
أما التالت كان ماخداهو الشفقة على العشرة
كونها تظلم نفسها تظلم ناسا تزيد الظلم
وفي زنزانة ... وقضيبها القاسي ...
والأرض بلاطاً رطبة
بين كم سرَّاق .. وكمين قاتل .. ومناخها الخانق
إتوسد إيدو ونام ...
نام وحلم بي دنيا نضيرة وعادلة
فيها الناس متوافقة وفيها الخير موفور
وفيها الرحمة أساس للعدل
وفيها العدل أساس للرحمة
حلم بي دنيا عطوفة على الأطفال
وفيها حدائق جنة وصحة ومال
وفيها المشفى بديل للمنفى
وفيها الطفل اليولد هسي
ليهو مكان في الدولة
وقبل الدولة قلوب الناس
دنيا تخاصم الخوف وتهجر الجوع
دنيا تحاسب الطاغي
وتقدر تكسر بغي الباغي
دنيا ... فيها الشر مهزوم
والخير طلابه عموم
حلم بي دي الدنيا ....
وأول قام من نومو لمة الناس الحولو
وقنب يعلم فيهم : إنو السرقة حرام ...
كونك ترفض تعمل وتسرق مال من غيرك ...خسة
كونك تقتل نفساً زاكية رضية ... اكبر غلطة
أوعة تغش ... أوعة تكضب ...
وعمِّر ما بينك وبين الخلق وبين الخالق
أما البت اللون القمح الأصفر لونا
جاها عريس ...
عريس موفور بالمال ... والصحة ... السلطة
صاحب اطيان وعمارات
ونص شركات البلد الهامل
أمرو مطاع في الدولة ... أصلو الوالي
عارفين مين الوالي ؟! ... كان الرابع فينا
نفس الشكل السبناهو عليه وزاد الصحة
زاد المال وجاب السلطة و...
داير البت الإسمها عزة
ويومها الرفضت ... في نص الليل
جات عربية البوكس أم عشرة
فاتت ... جات فاتت ... جات
فاتت ... جات
وفي اليوم الرابع وافق أبوها وحدد يوم للزفة
وفي داك اليوم والخلق خلوق متلمة
وكل الناس تتكلم عن حظ البت الاسمها عزة
ولون القمح الأصفر لونها
خرجت زفة ...
زفة .. في اللون الأبيض وماها زفاف
أصلو البت اللون القمح الأصفر لونها
أبت الوالي ورضت الزفة ...
لدود الأرض .. طوب الأرض ..
طين الأرض
في الكفن الأبيض ... في أحلى عفاف
اصلها شربت صبغة عشان الموت ما يكون
الحاجز العندو بقيف الوالي
وفي اليوم التالي قال الوالي :
إنو البت خوف العار شربت صبغة
أصلها حامل من التالت
وزادوا عذاب التالت ...
وضيق التالت ...
وزاد الصبر العندو
ودارت بينا الدنيا
وهسي قدامي تلاتة أطفال وبينهم بت
لون الدهب الأصفر لونها وواحد رابع
وحجراً غادر شق جبين البت
اللون الدهب الأصفر لونا
أما الرابع قنب يقرقر ...
وفي دي اللحظة ...
لميت الشفع وحكيت القصة
وقبل تتم جاني البوكس الفيهو العشرة
وهسي أمانة عليكم يا السامعين
الشافلو تلاتة أطفال
وبينهم بت وواحد رابع إنو يتم القصة
وإنو يحذر باقي الشفع من الرابع
أو بس يحكي القصة
وأمانة عليكم ....احكو القصة
**
ابداع رائع للمبدع ناجي الملك احببت ان اتشاركه معكم